تحفيز الدماغ لفترات أطول باستخدام الموجات المغناطيسية يعالج الاكتئاب بفعالية كبيرة

أظهرت تجربة سريرية، نشرت نتائجها في دورية "أمريكان جورنال أوف سايكاتري"، أن تحفيز الأجزاء الرئيسة في الدماغ باستخدام موجات مغناطيسية ساعد في علاج مرضى الاكتئاب. وأجرى التجربة باحثون من جامعتي ستانفورد وبالو ألتو في الولايات المتحدة الأمريكية وشارك فيها 21 متطوعًا، وخضعوا التحفيز الدماغي بجرعات عالية من الموجات المغناطيسية ولفترات أطول.

وتمثل التجربة الجديدة تطويرًا لطريقة علاجية سابقة اعتمدت على بناء روابط بين الخلايا العصبية لتقليل أعراض الاكتئاب من خلال توجيه مئات النبضات المغناطيسية المركزة نحو أجزاء معينة من الدماغ لعدة دقائق يوميًا لمدة ستة أسابيع. لكن نسب نجاحها لم تكن عالية، إذ تراوحت من 10-30% بين المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاجات التقليدية.

واستخدم الباحثون خلال التجربة الجديدة جرعات عالية من الموجات المغناطيسية ولفترات أطول. وأظهرت النتائج أنه بعد 5 أيام خضع خلالها المشاركون الواحد وعشرون إلى 10 جلسات تحفيز دماغي يوميًا تحسنت حالة 19 منهم.

وذكرت إحدى المشاركات التي تسمى ديردي ليهمان، وتبلغ من العمر 60 عامًا، أن حالتها تحسنت، بعدما عانت من اضطراب ثنائي القطب وشعور باليأس لفترة طويلة.

وأضافت أنها حاليًا تعيش أفضل فترات حياتها منذ أن كان عمرها 16 عامًا وبدأت في المعاناة من الاضطراب ثنائي القطب.

وعلى الرغم من قلة عدد المشاركين في التجربة، لكن هذه النتائج الواعدة لا يمكن تجاهلها. إذ أنها قد تقدم علاجًا يساعد 90% من مرضى الاكتئاب مستقبلًا.

وقال نولان ويليامز، اختصاصي الأمراض النفسية في جامعة ستانفورد «لا توجد طريقة فعالة لعلاج الاكتئاب المقاوم للأدوية، ولذا فإن التحفيز الدماغي باستخدام الموجات المغناطيسية يمثل أملًا كبيرًا لهؤلاء المرضى.»

ويصيب الاكتئاب نحو 10% من الناس في إحدى مراحل حياتهم، ولذا فإن وجود خيارات علاجية متعددة سيحسن حياة هؤلاء المرضى بصورةٍ كبيرة.

 

*المصدر: مرصد المستقبل