Healthy lifestyle may substantially reduce dementia

وَفْقًا لأبحاثٍ جديدةٍ أجراها عُلماءٌ في مركزِ كاليفورنيا سان فرانسيسكو للذاكرةِ والشيخوخةِ، فإنَّ نَمَطَ الحياةِ البدنيِّ والعقليِّ النَّشِطَ يُمكنُ أن يمنحَ المُرونةَ للأشخاصِ المُصابينَ بخللٍ وراثيٍّ يجعلُ من احْتماليةِ إصابتِهِم بمرضِ الخَرَفِ الجَبْهِيِّ الصُّدْغِيِّ أمرًا لا مَفَرَّ منهُ.

والخَرَفُ الجَبْهِيُّ الصُّدْغِيُّ هو مجموعةٌ منَ الِاضطراباتِ التي تؤثِّرُ تأثيرًا أساسيًّا في فصوصِ الدِّماغِ الجَبْهِيَّةِ والصُّدْغِيَّة، وهي المناطقُ المُتوافقةُ بشكلٍ عامٍّ معَ الشَّخصيةِ، والسُّلوكِ، واللُّغةِ. ويُعانِي بعضُ الأشخاصِ المُصابينَ بالخَرَفِ الجَبْهِيِّ الصُّدْغِيِّ تَغَيُّراتٍ جِذْرِيَّةً في شخصياتِهِم ويُصبحونَ غيرَ أسوياءٍ اجتماعيًّا، أو مُندفعينَ، أو غيرَ مُبالينَ عاطفيًّا، بينما يفقدُ آخرونَ القُدرةَ على استخدامِ اللُّغةِ، وغالبًا ما يُساءُ تشخيصُ الخَرَفِ الجَبْهِيِّ الصُّدْغِيِّ كمُشكلةٍ نفسيَّةٍ أو كداءِ ألزهايمر. ولكن يميلُ الخَرَفُ الجَبهيُّ الصُّدغيُّ إلى الحُدوثِ في سِنٍّ مبكرةٍ عنْ ألزهايمر، بشكلٍ عامٍّ بينَ أَرْبَعِينَ وخمْسَةٍ وأَرْبَعِينَ عامًا. وَفْقَ الموقعِ الرَّسميِّ لمايوكلينك.

وتقولُ الدراسةُ الحديثةُ إنَّ مُمارسةَ الرِّياضةِ بانتظامٍ هيَ "أفضلُ الطُّرقِ للوقايةِ منْ ذلكَ المرضِ أو تأخيرِه"، حتى بالنسبةِ لأولَئِكَ الذينَ لديهِمُ استِعْدادٌ وِراثيٌّ فِطْريٌّ للإصابة.

تبلُغُ نسبةُ المصابينَ بالمرضِ ممَّنْ لديهِم تاريخٌ عائليٌّ مرضيٌّ حَوالَيْ أَرْبَعِينَ في المِئَةِ منْ إجمالِيِّ عددِ المصابين. ويقولُ العلماءُ إِنَّ بعضَ الناسِ أكثرُ مرونةً منْ غيرِهِمْ لأسبابٍ لا تَزالُ مجهولةً بالنِّسبةِ لنا.

وَضَعَ الباحِثُونَ في تلكَ الدِّراسةِ فَرَضِيَّةً مَفادُها أنَّ الأنشطةَ الَّتِي يمارسُها الأشخاصُ في حياتِهِمُ اليوميةِ قد تُسْهِمُ في مَنْعِ تطوُّرِ المَرَضِ أوْ في الحَدِّ مِنْ شَراسَتِهِ.

ولِاختبارِ تلكَ الفَرَضِيَّةِ، درسَ الباحثونَ مِئَةً وخَمسَةً منَ الأشخاصِ الذينَ لديهِمُ الطفراتُ المسبِّبَةُ للمرضِ دونَ أيِّ أعراضٍ، أو بأعراضٍ خفيفةٍ في المراحلِ المُبكِّرَةِ مِنَ المَرَضِ.

وخضعَ جميعُ المُشاركينَ لفحصِ التَّصويرِ بالرَّنينِ المِغناطيسِيِّ الأوَّليِّ لقياسِ مَدَى تدهوُرِ حالَةِ أدمِغَتِهِمُ النَّاجِمُ عنِ المَرَضِ، كما استكمَلُوا اختباراتِ التفكيرِ والذَّاكرَةِ، وأبلَغُوا عنْ مُستوياتِهِمُ الحاليَّةِ منَ النَّشاطِ المَعرفيِّ والجَسَدِيِّ في حياتِهِمُ اليوميَّةِ (على سبيلِ المثالِ: القراءةُ، وقضاءُ الوقتِ معَ الأصدقاءِ، والرَّكْض).

ووَجَدَ الباحثونَ أنَّ المُشاركينَ الأكثرَ نشاطًا عقليًّا وجسديًّا أفضلُ منَ الناحيةِ المعرفيةِ، كما عانَوْا أعراضًا مرضيةً أقلَّ. وبعضُهم لم يُصِبْهُ المرضُ على الإطلاق.

يتَّسِقُ هذا البحثُ معَ النتائِجِ الطويلةِ الأَمَدِ الَّتي تُفيدُ بأنَّ مُمارسةَ الرِّياضَةِ واللَّياقَةَ المَعرِفيَّةَ هيَ واحدةٌ منْ أفضلِ الطُّرُقِ للوقايةِ منْ مرضِ الزهايمر أوْ إبطائِهِ، ولكنَّها أولُ دراسةٍ تُظهِرُ أنَّ أنواعَ السُّلوكياتِ نفسَها يُمكنُ أن تُفيدَ الأشخاصَ المصابِين بالخَرَفِ الجَبْهِيِّ الصُّدْغِيّ.

 

*المصدر: Scientific American